الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

وعـــاظ الـــســلاطــيـن ..الدكتور علـي الوردي ..








كتاب وعاظ السلاطين وهو عنوان كتاب للباحث الاجتماعي العراقي الدكتور علي الوردي صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة 1954م. يدور الكتاب حول إطار البحث الاجتماعي وفهم الطبيعة البشرية المترفة وكذلك تحليل لبعض الأمور ذات الطابع الاجتماعي ويتناول الكتاب أيضا أحداث التاريخ الإسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث وموقف قريش من الدين الجديد وتطورات المفاهيم الاجتماعية بعد ظهور الدين واثره على قريش وتلاها من صراع على الخلافة الإسلامية بعد وفاة محمد بن عبد الله وأيضا مقتل عثمان بن عفان وما رافق مقتله من صراع ما بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وخلاف قائم بين السنة والشيعة إلى يومنا هذا حول هذا الأمر.




مقـتــطــفـــات :


1- يقول باكون: لكي تسيطر على الطبيعه يجب عليك اولا ان تدرسها , فالإنسان جزء لايتجزأ من الطبيعه المحيطه به..


2- لعلنا لا نخطىء إذا قلنا بأن الحسد والشهوه والانانيه وما اشبه هي صفات أصيله في الانسان لامفر منها,فكل إنسان تقريبا هو حسود شهواني أناني,فقد يختلف إنسان عن آخر في هذا, لكنه اختلاف بالدرجه لا النوع..


3-استطاع(فرويد) أن يرجع كثيراً من ظواهر الحمق والهستريا وارتباك  الاعصاب الى التصادم الذي يحدث داخل النفس بين مبادئ الإنسان الخلقيه وما يهفو إليه فؤاده من شهوات جنسيه عارمه..


4- الثائرون عادة يحتاجون إلى نوعين من الخوافز: حافز عقلي وحافزعاطفي..


5- إن الفجوه التي تحدث بين الحاكم والمحكوم هي في فجوة إعتباريه ونفسيه أكثر منها حقيقيه..


6- ان كل فجوة نفسيه بين الحاكم والمحكوم تؤدي حتما إلى الثوره مالم تُستأصل في وقت قريب..


7- إن طبيعة البشر واحده في كل زمان ومكان والاختلاف بينهم يرجع في الغالب إلى اختلاف في تكوين المجتمع الذي ينشؤون فيه..


8- إن طبيعة الحرب تحتاج في كثير الاحيان الى صفات بعيده عن روح التقوى والتدين, فهي تحتاج الى قسوة وتعسف وارهاب وهي تؤدي ايضا الى نهب وتغطرس واستعباد..


9- الإنسان حين يسمع الواعظ يعظه بمعاكسة تلك العادات يشعر بشيء من الصراع النفسي اول الامر ثم لا يلبث الصراع ان يزول حيث ياخذ الانسان آنذاك بشق نفسه الى شقين : احدهما للوعظ والمثل العليا وآخر لشؤون الحياة..


10-العقل البشري هو في الواقع كالنبته التي تأخذ من مواد التربه ما  يلائم مزاجها وترفض الباقي..


11- ان قولك للظالم ان يكون عادلا كقولك للمجنون ان يكون عاقلا فالمجنون يعتقد انه هو العاقل الوحيد بين جميع الناس فاذا قلت له :يجب على الانسان ان يكون عاقلا  قال لك : احسنت ان العقل زينة الرجل .. وهو يعني بذلك نفسه طبعا..


12- العجيب ان ترى الناهب معذورا والمنهوب معاقبا..


13- الطبيعه البشريه لها نواميسها التي لايمكن تخطيها ومن خالف في وعظه تلك النواميس كان كمن يحرض الناس على العصيان,والانسان حين يرى الهدف الخلقي بعيدا عن بعدا شاسعا يتملكه اليأس ويأخذ عند ذلك باهماله او الاستهتار به..


14-ان الزعيم يخلق الامه وهي تخلقه في الوقت ذاته فالامه لاتستطيع ان تخلق من شخص تافه زعيما وكذلك لايستطيع الشخص الموهوب ان يكون زعيما في امه لاتقدره..


15- ان الوعظ يجعل الناس شديدين في نقد غيرهم,فالمقاييس الاخلاقيه التي  يسمعونها من افواه الوعاظ عاليه جدا وهم لا يستطيعون تطبيقها على انفسهم فيلجوؤن الى تطبيقها على غيرهم وبذا يكون نقدهم شديداً..
إنهم لايبصرون عيوبهم فهم يستطيعون ان يأتوا بالحجج والاعذار لتبرير اعمالهم في ضوء ماسمعوه من المقاييس الوعظيه..اما غيرهم فلا عذر لهم ولذا نراهم يكفر بعضهم بعضا ويضطهد بعضهم بعضا..


16- ان الوعاظ انفسهم بارعون في انتقاد غيرهم فهم يحفظون عددا كبيرا من المقاييس الاخلاقيه الدقيقه اذ هم يكررونها على مسامع الناس صباح مساء ولذا فهم يستعملون هذه المقاييس سلاحا ضد الذين يكرههم..


17- لو خيرت بين ان تكون مهيبا ومكروها او تكون محتقرا محبوبا فلاسلام ان تختار المهابه بدلا من المحبه,فالناس لا يتورعون ان يؤذوا المحبوب ولكنهم لا يقدمون على إيذاء المهيب فالحب عاطفه لاتلبث ان تخمد إذا نالت مرامها اما المهابه فيسندها خوف العقوبه وهذا امر لا مفر منه..


18- إن الانسان بوجه عام يحب مصلحته بل ان يحب مصلحة الغير فهو واذا رأى المصلحتين متناقضتين آثر طبعا مصلحته الخاصه واهمل المصلحه الاخرى فالانسان الفاسد هو كالصالح في ذلك..




19- لقد جهل الوعاظ طبيعة العقل البشري ونسوا ان الانسان يندفع بما تمليه عليه ظروفه النفسيه والاجتماعيه ثم يطلي اندفاعه هذ بطلاء من الدين او الفضيله..


20- ان وضع الثروات الطائله في يد الانسان كوضع مسدس محشو بالرصاص في يد طفل أرعن فأنت مهما وعظته او نصحته في ان لا يؤذي الناس بمسدسه فانه سوف ينتهز اول فرصه تسنح له فيرمي الناس بالرصاص..
21- ان الطغيان حليف الغنى..


22- ان كل انسان خير وشرير في آن واحد فتكوين الشخصيه البشريه قائم على اساس التفاعل بين نزعة الخير ونزعة الشر فيه واختلاف الناس في هذا هو اختلاف نسبي حيث تشتد نزعة الخير في بعضهم وتضعف في البعض الاخر بناء على ماتمليه عليه ظروفهم النفسيه والاجتماعيه والاراده هنا لا تعمل الاضمن حدود ضيقه واكثر الناس يندفعون بما تملي عليه الظروف ثم يطلون اندفاعهم هذا بطلاء من التعقل او التدين او ما اشبه..


23- كان القدماء يعتقدون بأن الانسان يفكر اولا ثم يندفع في عمل من  الاعمال والواقع انه يندفع اولا ثم يفكر..


24- الانسان يندفع في كثير من اعماله المتنوعه بدافع لا شعوري من ظروفه النفسيه والاجتماعيه ثم يبرر عمله بعد ذلك, إذ يصطنع له سببا معقولا يدافع به عن نفسه..


25- ان الترف الذي يأتي به الذهب والفضه يخلب الابصار فيمنعها عن تفهم
الامور تفهما معتدلا..



26- إن الغنى والترف والطغيان امور مترادفه لا يظهر احدها في مجتمع
حتى يظهر الاخران معه..



27- يقال عن الانسان : انه إذا افتقر سرق واذا اغتنى فسق..


28- إن النجاح قبر الثورة فالمجد الثائر لايكاد ينال غايته ويستريح من وعثاء الجهاد حتى يفرح ويحتفل وينشد اناشيد النصر والنجاح وهذا الفرح يؤدي الى الكسل ان الحماس لا ينتاب الا البائس المحروم فاذا انتصر هذا المحروم وتغلب على اعدائه ود ان يقف التاريخ به فلا يتحرك فهو يمسى مترفا سعيدا ويريد من الناس جميعا ان يكونوا سعداء مثله وهيهات..




29- ان التاريخ دائب السير لا يني ولا يفتر والقدمان في تفاعل مستمر فكل قدم تتحرك اليوم سوف تقف غدا حيث يأتي انذاك طور القدم الاخرى..




30- يمكن تشبيه المجتمع بقدر من الماء الذي توضع تحته النار فالطبقه السفلى من الماء تسخن جراء الحراره قبل الطبقة العليا فترتفع وتنزل الطبقه العليا بدورها لتسخن فتصعد وهكذا نجد الماء في غليان وتقلب  وحركة مستمره يصعد النازل فيها وينزل الصاعد..


31- الانسان الذي يخلص من كل عيب هو ملاك لا إنسان ومن يجعل بعض بني
ادم من نوع الملائكه انما هو خادع او مخدوع..



32- ان الخير والشر امران اعتباريان وكل انسان ينظر فيهما بمنظاره
الخاص ويقيسهما حسب المقاييس التي نشأ عليها وعرفها والملاحظ ان كل
انسان يدعي انه اقرب الى الحق والخير من غيره..



33-ان القيم المدفونه في اللاشعور لاتزول بسرعه ولعلها تبقى في الانسان
حتى ساعة الموت..



34-ان الانسان قد لا يدرك ماذا يختبئ في اعماق لا شعوره من عقد نفسيه وقيم
اجتماعيه فهو مسير بهذه القيم والعقد من حيث يشعر او لا يشعر
ومن الظلم ان نطلب من انسان نشأ في بيئه معينه ان يكون انسانا اخر
شبيها بمن نشؤوا في بيئه اخرى..



35- من مقتضيات العقد النفسيه انها لاتفهم المنطق فهي اندفاع لا شعوري
يدفع صاحبه نحو الهدف من غير روية ولا تفكير..



36- ان الشخصيه البشريه تستند في تكوينها على مافي البيئه الاجتماعيه
من قيم ومقاييس لا شعوريه فهي الى حد ما صورة من صور التركيب الحضاري
السائد في تلك البيئه..



37- كل فكره جديده تؤدي بدورها الى نشوء افكار اخرى مشابهه لها اذا
وجدت في المجتمع عوامل مساعده او ظروف ملائمه..



38- يقول علي: ان الحق واضح والباطل واضح وهو يكاد يراهما رأي العين
لكن الناس في الغالب يتحيزون في رؤية الحق والباطل من حيث لا يشعرون
فكل انسان على عقله إطار يحد من تفكيره والانسان لا يستطيع ان يرى
شيئا الا اذا كان ذلك الشيء واقعا في مجال ذلك الاطار..



39- اذا اراد حاكم ان ينشر فضيلة انسان فليس عليه الا ان يمنع من نشرها
وبذا سوف يجد الناس يتهافتون على حفظها ويتفانون في سبيل اظهارها..

40-ان الذي يريد ان يعلو على الغير قد يأتيه يوم يعلو عليه الغير
والزمان قُلّب فيوم لك ويوم عليك..



41-من أفضع الاخطاء التي يقع فيها المؤرخون انهم يدرسون العهود الماضيه
في ضوء قيمهم الحاضره..



42-تقص لنا الاساطير ان غرابا رأى زميلا له من نوعه فهاله ما وجد في
في وجه زميله المحترم من سواد كالح انه امتعض مما وجد في وجه زميله
من سواد وهو لو نظر في المراه لراه لايقل سوادا وقبحا عن وجه زميله,,
والمشكله اتيه من كون الغراب لايملك مرآه يرى وجهه فيها,, وهذه هي
مشكلة البشر جميعا فكل فريق يرى مساوئ غيره ولا يدري انه مبتل بمثل
تلك المساوئ على وجه من الوجوه..



43-الانسان لا يفهم من الحقيه الا ذلك الوجه الذي يلائم عقده النفسيه و
قيمه الاجتماعيه ومصالحه الاقتصاديه اما الوجوه الاخرى من الحقيقه فهو
يهملها باعتبار انها مكذوبه او من بنات افكار الزنادقه..



44-ان الشك هو طريق البحث العلمي ولم يستطيع العلماء المحدثون ان
ميزوا اسلافهم في البحث الا بعد ان اتبعوا طريق الشك..



45-ان الثوره بوجه عام تحتاج الى نوعين من السلاح : هما سلاح السيف
وسلاح القلم, ولم تنجح ثوره في التاريخ من غير أقلام قويه أو ألسنه
تدعو إليها وتنشر مبادئها بين الناس,فالسيف وحده لا يكفي لتدعيم مبدأ
من المبادئ الثوريه فإذا لم تتبدل القيم الفكريه ويخلع الناس عن عقولهم
طابع الخضوع والجمود عجز السيف عن القيام بثورة ناجحه..



46-البركان الخامد لا يخلو من خطر رغم هدوئه الظاهر انه يمتاز على الجبل
الاصم بكونه يحتوي في باطنه على نار متأججه ولا يدري احد متى تنفجر
هذه النار مرة اخرى..



47- ان التفكير المنطقي امين لا خطر منه فهو بارد لايثير الاشجان ولا يحرك
القلوب ,, ان الخطر كل الخطر من الخرافه التي يؤمن بها المجتمع
ويبذل جهده في تحقيقها..



48-يقول المثل الانقليزي : اذا اردت ان تعرف حقيقة انسان فأعطه مالا
او سلطه..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق