تحكي هذه الرواية عن معاناة الذات لهوية انتمائها باعتبار علاقتها بالأصل المتمثل هنا بالوالدين وبالمكان الأول، مكان الطفولة.
تتقاطع موضوعة الهوية/الإنتماء ومعاناة الراوي الفرد، بسبب جهله لهويته، مع قضية القرية/الوطن كلها وما تعانيه من صاحب القصر (المستعمر الأول) الذي كان يصطاد من برجه العالي كل يوم فردًا من القرية.
يتوسل الكاتب علم النفس كوسيلة علاج له وفي الوقت نفسه كذريعة لرواية تكتبها عنه جوليا الفرنسية باعتبارها عشيقته وكأن الغرب يمارس سطوته بصفته الإستعمارية وبصفته الثقافية أيضًا.
هذه الرواية غنية بدلالتها المحيلة على موضوعة الذاكرة وعلاقتها بالمكان الأول وبزمن الطفولة.. وهي إذ تنبني على ازدواجية العلاقة بالذات وانفصام الأنا داخل هذه الذات (يتمثل هذا الانفصام في العلاقة بين الراوي الشاب الذي صار يعرف ب مراد، وبينه حين كان طفلاً واسمه أوداد)، تقدم نصًّا ثريًّا بالحكايات التي تنفتح، وفي أكثر من مكان، على واقع تاريخي (أمازيغي أيضًا) واجتماعي (شعبي) وسياسي- ديني تزمتي (أصحاب اللحى) وذلك من منظور إنساني قوامه التحرر واحترام الإنسان، كما تقدم صورًا عن حياة أهل القرية وتقاليدهم ومعتقداتهم وما يتمثل في وعيهم الشعبي من خرافات وأساطير...
يتميز السرد في هذه الرواية بفنية ملحوظة فتقارب اللغة، أحيانًا، الشعر، وينحو المتخيل إلى الأسطرة...
* إقـــتـــبـــاســــاتـ :
1- نيتشه : المغزى من هذا كله انه لا احد اليوم من الرجال الاذكياء يريد ان يكتب عن نفسه جملة واحده صادقه اللهم الا اذا كان من صنف الجسورين المجانين..
2- لتحتفظ الأشياء الجميله بمعناها لابد ان نتجاهلها أحيانا ونغض الطرف عن فتنتها والا نغوص كثيرا في سريتها لئلا نفقدها بشكل فجائي ونهائي..
3- دائما الأشياء التي تشدنا بقوه اليها هي التي تجيد الحديث عنها ونتمنى لو ان في وسع الكلمات ان تتسع لتتحمل ثقل ما نحس به..
4- عندما نحب شيئا او شخصا او مكانا نلغي على الفور الأسباب التي ورطتنا في هذا الحب ونسقط لماذا وكيف وباقي الاسئله الشائكه من قواميسنا ..
5- الحب عندما يكون اكبر من أصحابه لا يتنازل عنهم بل يبتلعهم ...
6- من عيوب البشر ان كل فرد لا ينفك ينظر الى نفسه على انه صرة الكون وان لا احزان تفوق احزانه ولو انه حاول فهم احزان الاخرين لكان فهم بالضبط كم هي عبثية هذه الحياة..
7- ان القليل من الجنون قد يصلح كثيرا من الاعطاب التي تخلفها الحياة في القلب ..
8- ابشع إحساس يمكن ان يتكبده المرء هو ان يحس ان الجميع يتكالب ضده ان يحس انه منبوذ كانما يشكو من مرض معد من دون ان يملك الجرأه على التصريح بالامر امامه..
9- حاول ان تتعامل مع ماضيك مثلما يفعل كاتب حين يسرد معطيات عن شخصيه روائيه ومثلما يعلم هو ان تلك الحقائق رغم انه متورط فيها الا انها لا تعنيه ..لاتدع ماضيك يبتلعك..
10- الحب يحرق والحب يزهق ارواحا والحب يغرق والحب يرهق القلب والذاكره..
11- من عادة الأشياء الجميله انها تأتي بسرعه مفاجئه تدهسنا بعنف وقوه وتغمرنا بسعاده موجعه أقول موجعه لانها تأتي بعد ان كان اليأس ورتابة الحياة تأكلان منا أشياء كثيره..
12- تأتي الأشياء العظيمه ببطء وشراسه ولا تغادرنا الا بعد ان تخلف فينا ما لا نقوى على ترميمه..
13- الهزيمه تبدأ حين نجعل من الفكر ذريعة لتحقيق غايات شخصيه..
14- نيتشه : الألم هو اكبر مساعد على تقوية الذاكره..
15- ما أبشع ان يطعن الوعل في حريته ان يسجن خلف قضبان قفص في حديقة الحيوان ..قالوا ان الخيبات لا تجر الا خيبات أخرى اكثر سخاء..
16- لكل منا لحظات سعادة وبؤس ..
17- من يحب لا يؤذي من أحب...
18- كل شيء يستحيل إلى أدب ..
19- قمة الخيانه ان يعانقك خائنك كل يوم او يوهمك بحب كبير وهو في السر يزرع نصاله في ظهرك..
20- وحدها جراحات الروح لاتندمل بل تواصل نزيفها كل يوم بغير انقطاع..
21- اصعب مافي الخيانه هو ما يرشح منها ويبقى شاهدا عليها ولا يقوى لا الزمان ولا النسيان على محوه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق