ترجم هذا الكتاب بجهودٍ تطوّعية محضة لمجموعة من المترجمين في فريق تكوين للترجمة؛ بثينة العيسى، علي سيف الرواحي، أحمد العلي، هيفاء القحطاني، وليد الصبحي، نداء غانم، سارة أوزترك، ريوف خالد العتيبي، أسماء المطيري، جهاد الشبيني، هيفاء الجبري. وهو من مراجعة الشاعر والمترجم اليمني محمّد الضّبع..
من مقدّمة الكتاب:
أنت تسأل، ما الذي تعلّمنا إياه الكتابة؟ أولًا وقبل أي شيء، إنها تذكرنا بأننا أحياء، وأن الحياة هدية، وامتياز، وليست حقًا. يجب علينا أن نستحق الحياة بمجرد أن نحصل عليها. الحياة تطلب أن نردَّ لها الجميل لأنها منحتنا الحركة.
وحيث أن الفن الذي نصنعه لا يستطيع، كما نتمنى، أن ينقذنا من الحروب، والحرمان، والحسد، والجشع، والشيخوخة، والموت. إلا أنه يستطيع أن يبعثنا في خضم ذلك كله.
ثانيًا، الكتابة منجاة؛ أيُّ فن، أيُّ عمل جيّد، هو بالتأكيد منجاة. عدم الكتابة، بالنسبة لكثيرين منا، يعني الموت. يجب علينا أن نتسلّح كل يوم، مع أننا نعرف، على الأرجح، بأن هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها تمامًا. ولكن علينا أن نحارب، حتى لو كان ذلك لجولةٍ صغيرة. إنّ أقلّ جهد تبذله للفوز يعني، في نهاية اليوم، شكلًا من أشكال الانتصار.
وقد تنازل فريق الترجمة والمراجعة، بالإضافة إلى الناشر ومشروع تكوين للكتابة الإبداعية، عن حقوقهم من مبيعات هذا الكتاب لصالح تعليم الأطفال المعسرين، أسوة بكتاب تكوين الأول؛ لماذا نكتب، الذي ساهم في دفع الرسوم الدراسية لـ 37 طالب معسِر خلال العام الماضي...
* إقـــتـــبـــاســــاتـ :
1- يجب ان تبقى ثملا بالكتابه حتى لا يدمرك الواقع لان الكتابه لا تسمح الا بالمقادير الصحيحه من الحقيقه والحياة والواقع..
2- ان ساعة من الكتابه هي ساعة منعشه...
3- نحن نستخدم حقائق الوجود الجميله الكبرى من اجل ان نتحمل بها الاهوال التي تصيبنا مباشره من اسرنا واصدقائنا او من الجرائد و قنوات التلفزيون..
4- ان الكتابه علاج ..
5- اول ماينبغي للكاتب ان يكونه هو ان يكون متشوقا ..
6- الكاتب الذي يعرف صنعته بشكل مسبق وهي ان عليه تزويد نفسه بأدوات نحويه ومعرفه ادبيه كافيه حتى لا يتعثر عندما يرغب بالركض النصيحه تشمل المبتدئ أيضا رغم ان خطواته يمكن ان تتداعى لاسباب تقنيه محضه لكن حتى لو حدث ذلك فان الشغف كفيل بانقاذ يومه ..
7- تاريخ كل قصه ينبغي ان يقرأ مثل تقرير الطقس..
8- تكمن الحقيقه في السرعه كلما عجلت بالتعبير عن مكنونات نفسك تدفقت الكتابه بانسيابيه و صدق مع التردد يأتي التيه في غياهب الفكر وفي التاخير تاتي المجاهده في اختيار الأسلوب المناسب عوضا عن القفز مباشره نحو الحقيقه وهو الأسلوب الوحيد الذي ينبغي القتال من اجله..
9- المشكله لدى أي كاتب هي ان جميع حقول الكتابه محصورة داخل حدود مرسومه مسبقا او يتم حصرها في هذه اللحظه داخل الكتب والمجلات..
10- للتعرف على ربة الالهام هي بان نلاحظ من جديد بقع الضوء الضئيله تلك الفقاعات الهوائيه العائمه على مرأى من الجميع.. اختلالات دقيقه داخل العدسات او خارجها في البشره الخفيه للعين..
11- عندما يتحدث الانسان من قلبه في لحظة الاعتراف سيقول شعراً..
12- عليك ان تبقى جائعا دوما للحياة منذ طفولتك واذا لم تكن كذلك فالوقت قد تأخر للبدء به وبالطبع ان تبدأ متأخرا خير من الا تبدأ مطلقا..
13- لربة الالهام شكل لا محاله ستكتب الف كلمة في اليوم لمدة عشر او عشرين سنه محاولا اعطاءها شكلا لتتعلم بما فيه الكفايه عن النحو وبناء القصه حتى تصبح هذه الأمور جزءا من لاوعيك دون ان تعيق او تشوه الالهام.. بإن تعيش جيدا بان تحيا منتبها بالقراءه الحريصه والانتباه اثناءها فانك تربي الذات الأكثر اصاله فيك بان تدرب نفسك على الكتابه بتمارين الاعاده والمحاكاة و ضرب الامثله فإنك تهيء مكانا نظيفا ومضاء بشكل جيد لتبقي الالهام فيه انت اعطيتها او اعطيته مكانا بالمستطاع التحرك فيه وبالتدريب فقد أرحت نفسك من التحديق بفظاظه عندما يدخل الالهام المكان..
14- لب ابداعك يجب ان يكون هو نفسه لب حكايتك وقلب الشخصيه الرئيسيه فيها ..
15- ان تتغذى جيدا يعني ان تنمو ان تعمل جيدا وباستمرار يعني انك تبقي على ماتعلمته وعرفته في وضع الاستعداد..
16- كلنا نحتاج الى شخص اعلى اكثر حكمه واكبر عمرا ليخبرنا بعد كل شيء باننا لسنا مجانين وان مانفعله على مايرام لكن الشك في نفسك سهل أيضا لانك تنظر الى مجتمع مأهول بمفاهيم الكتّاب الاخرين المفكرين الاخرين وكلهم يجعلونك تشعر بالخجل والشعور بالذنب يُفترض بالكتابه ان تكون شاقه ومؤلمه ..يجدر بالكتابه ان تكون تمرينا شاقا ومهنة مرعبه..
17- ان الكاذب لنيل الشهره يخادع نفسه حين يظن انه سيبقى في الذاكره بفضل كذبته المتحذلقه كما ان الكاذب لنيل المال يخادع نفسه أيضا حين يظن ان سبيله المعوج ليس بعيب بحجة ان العالم كله منحرف والكل يسلك هذا المسلك!!
18- ينبغي على من لديه لهفة للابداع ان يلامس ذلك الجوهر المكنون في ذاته الذي يتسم بالاصالة الحقيقيه..فالشهره والثروه تتحقان بعد انجاز كل مايلزم إنجازه..
19- ان للعمل قيمة ينبغي ان لا يقلل من شأنها لذلك لاتعبر ماكتبته من القصص في عامك الأول محاولات فاشله ولو بلغ عددها خمسا وأربعين قصه من بين اثنتين وخمسين قصه فالفشل هو الانسحابب وبما ان العمليه التي انت في خضمها عملية متناميه فلايمكن ان يكون الإخفاق في مرحلة ما فشلا فالعمليه مستمره والعمل قائم فان كان موفقا فسوف تتعلم منه وان أخفقت في شيء ما فستتعلم اكثر ولك في كل مافعلته عبر ودروس بلزمك الوقوف عندها وتأملها..
20- ان الانسحاب هو الفشل بعينه وقد يؤدي بك الى الدخول في حالة من التوتر والاضطراب من شأنها ان تلحق الدمار بالعمليه الابداعيه..
21- نحن لانعمل لمجرد العمل او ننتج لمجرد الإنتاج ولو كنت اعني ذلك فانك حتما ستنفر من كلامي ولك العذر في ذلك انها محاولات منا لايجاد الطريق التي من خلالها نستطيع التعبير عن الحقائق الكامنه في ذواتنا...
22- ان العمل اذا لم يقترن بتفكير سديد فانه في الغالب بلا جدوى فالكاتب الذي يريد ان يصل إلى أقصى مكامن الحقيقه في ذاته عليه ان يحذر من التبعيه الادبيه..
23- ان المحاكاة امر طبيعي بل حتمي في بدايات الكاتب الذي ينبغي عليه في بداياته ان يحدد المجال الذي يراه اكثر ملائمة لتطور أفكاره..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق