علي حسين محسن عبد الجليل الوردي (1913- 13 تموز 1995 م)، وهو عالم اجتماع عراقي، أستاذ ومؤرخ وعرف باعتداله وموضوعيته وهو من رواد العلمانية في العراق لقب عائلته الوردي نسبة إلى أن جده الأكبر كان يعمل في صناعة تقطير ماء الورد.
سبق و قرأت له كتاب ( خوارق اللاشعور) ..وهما مختلفان كثيرا عن بعضهما..
فـ كتابنا هذا يتحدث عن الاحلام من حيث تأثيرها في عقائد الناس وعاداتهم وماتوصل إليه العلم الحديث في ذلك من نظريات ويتألف الكتاب من ثلاثة أقسام وتنقسم هذه الأقسام بدورها إلى عدة فصول مختلفة .
مـقـتـطــفـــاتـ :
1-أتضح علميا بان الانسان كثيرا ما يحلم بالشيء الذي يفكربه او يتمناه في يقظته على وجه من الوجوه ولايجوز اذا ان
يتخذ الحلم دليلا على شيء حتى لو ظهر في الحلم جميع الانبياء والقديسين..
2- إن الايمان بصحة الاحلام عادة قديمه ورثها الناس من الشعوب البدائيه..
3- ان الانسان البدائي لايرى فرقا كبيرا بين مايراه في المنام او مايراه في اليقظه فلاحلام في نظره إنما تنشأ من جراء خروج
الروح من البدن عند النوم وهي عند ذاك تتجول في الافاق و تكتشف الحقائق القريبه والبعيده..
4- الانسان البدائي لا يستطيع ان يكذب الروح فيما تأتي به من اخبار اثناء النوم..
5-ان الايمان بالاحلام كثيرا ما يؤدي الى الضرر من الناحيه النفسيه والاجتماعيه...
6- يقول الاستاذ راين : ( ان العلم لايعرف المستحيل ) ..
7- ان العلم غير العقل ..فالواقع ان العقل البشري سلاح بشري جبار كان دور هائل فيما وصلت اليه الحضاره من قمم شاهقه..
8- ان العقل سلاح ذو حدين فهو لدى الباحث التجريبي وسيلة التطور انما هو لدى العاقل المغرور عقبة في سبيل التطور..
9- الاسلوب جزء من الشخصيه وهو اذن لا يتغير الا اذا تغير تركيب الشخصيه كله..
10- ان ارطميدورس هو أول مؤلف في موضوع الاحلام في تاريخ العالم..
11- يعتقد ارطميدروس ان الرموز في الاحلام تستمد جذورها من شخصية الحالم ومن مركزه وظروفه وعادات مجمتعه..
12- نظرية ارسطو في الاحلام: ان الانسان يرى في منامه امورا كثيره كانت موضع تفكيره في يقظته ..
13- ان الرؤيا الصادقه وحي من الله..
14- رأي المعتزله في الاحلام: ان الاحلام اضغاث واوهام ودليهم في ذلك ان لادراك الصحيح لا يأتي للانسان الا في اليقظه حين
يكون العقل في عنفوانه وهم يقولون بان الادراك والنوم ضدان لايجتمعان وليس من الممكن في نظرهم ان يدرك العقل حقائق
الكون اثناء نومه وعلى قدر الانتباه يكون الادراك..
15- رأي المتصوفه في الاحلام : يعدون العقل منبع الاوهام و الاباطيل وهم قد يفضلون الجنون عليه احيانا ..ويرى بعض المتصوفه ان النوم يقظه واليقظه نوم فالنفس البشريه مشغوله اثناء اليقظه بصور المحسسوسات وهموم البدن وهي عندئذ نائمه لاتفهم سوى مايأتي به الحس من اوهام واباطيل اما في النوم فينجلي بصرها الغشاء وتحلق في سماء المعرفه طليقه لا يشغلها شاغل..
16- يعتقد الغزالي ان مايبصره الانسان اثناء نومه اولى بالمعرفه مما يدرك عن طريق الحواس..
17- المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ان صنّف الاحلام الى ثلاثة اقسام حيث قال : الرؤيا ثلاث رؤيا من الله و رؤيا من
الشيطان و رؤيا مايحدث المرء به نفسه فيراه في المنام)..
18- قال ابن خلدون : ( ان الاحلام علم مضيء بنور النبوه للمناسبه التي بينهما كما وقع في الصحيح والله اعلم) ..
19- وأعظم من اشتهر بتعبير الرؤيا من المسلمين هو محمد بن سيرين ويمكن تلقيبه بـ أرطميدورس العرب.
20- ان الاحلام تتأثر بما يفكر به المرء قبيل نومه ..
21- يعتقد (هيجل ) ان تطور الفكر البشري بوجه عام يجري على اساس التناقص فكل فكره تنتشر بين الناس لابد ان تعقبها
فكرة مناقضه لها ..
22- يقول علماء الاجتماع ان المبدع لا يأتي بشيء جديد انما هو يربط ويؤلف بين اشياء قديمه ومعنى هذا ان كل فكره جديده
تقوم في اساسها على افكار سابقه لها وهي اذن لا تنزل على صاحبها من السماء انما هي ترتقي اليه من الارض التي يعيش
عليها..
23- الفرق بين المبدع والغبي ان احدهما يعرف كيف ومتى يخطو خطوته الحاسمه بينما يبقى الاخر رقيعا لا يعرف من دنياه غير
الحسد..
24- هنيئا للأغبياء فهم مرتاحون في حياتهم لايشقون ولا يكدحون ولكنهم لايكادون يرون قرينا لهم قد بزّهم في فكره او اكتشاف
هام حتى ينثالوا عليه ناقدين مستهزئين ولعلهم في قرارة انفسهم يحسدونه ويريدون ان يشاركوه في ثمرات كدحه وشقائه..
25- نظرية فرويد في الاحلام : ( ان الحلم تحقيق مقنع للرغبه المكبوته او المضغوطه) ..
26- ان الذات المثاليه هي التي يطلع الناس عليها اسم (الضمير) او ( الوجدان) ..
27- يصح القول بأن احلام الطفل تاخذ بالتقنع كلما كبر الطفل واشتد بناء الضمير في اعماق نفسه فاذا صار رجلا بالغا
وقع تحت وطأة الضمير الذي لايرحم ولهذا كانت احلامه غامضه تخفي في ثناياها معنى دفيناً ..
28- يقول فرويد :(ان الاحلام تلجأ الى الرموز لتخفي الاغراض التي يحظرها المجتمع ) ..
29- يستطيع الانسان ان يكتشف علله النفسيه اذا درس احلامه وحل رموزها فقد يعثر بواسطتها عن سبب ما يعانيه من وساوس
او التياثات عقيله ..
30- يقول فرويد : ان الاحلام هي اللغه الطبيعيه للنفس ونحن لانفهمها لاننا اعتدنا على لغة التفكير المنطقي في حياتنا
الواعيه ان لغة الاحلام في الواقع نموذج اصيل لعملية التفكير البدائي وتحليلها يحتاج الى براعة واختصاص..
31- يقول الدكتور كابريو : (ان كل واحد منا انسان و وحش في ان واحد ولايكاد الجانب الانساني يتخدر او ينام حتى يظهر
الجانب الوحشي يريد ان يشبع حاجاته البدائيه التي منعه المجتمع عنها ) ..
32- ( حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء ) ..
33- يقول وليم جيمس : ( العقل الانساني متحيز وجزئي بطبيعته)..
34- من واجب الباحث الحديث ان يتحرى اوجه الخطأ والصواب في كل نظريه يدرسها فمهما كانت النظريه عميقه في ذاتها
فهي لابد ان تحوي على عيب كامن فيها ..
35- إن رغبات الانسان متنوعه ولكن احداها قد تطغى على غيرها حين تقع تحت كبت شديد او حين يشعر الانسان تجاهها بالحرمان
ومن هنا ينشأ اختلاف الناس في اذواقهم وميولهم..
36- يقال ان أحلام الغضب والحزن والخوف هي ضغف احلام الفرح والسعاده ويبدو ان الاحلام المؤلمه تزداد بازدياد عمر الانسان
37- الكابوس في رأي فرويد هو صوره من صور العقاب يفرضه الضمير على الانسان اثناء نومه..
38- ان النوم واليقظه وجهان لحقيقه واحده هي الطبيعه البشريه والملاحظ ان ليس هناك حد فاصل بين النوم واليقظه
لدى الانسان, فالانسان لايخلو من وم اثناء يقظته ولا يخلو من يقظه اثناء نومه,, وما الاحلام التي يراها الانسان في نومه
الا صورة مضخمه لما يجري في اليقظه من خواطر واوهام عجيبه..
39- ان الخوف طبيعه لازمه في كل انسان فليس في الدنيا بشر لايخاف انما يختلف الناس بعضهم عن بعض في درجة الخوف الذي
يعتريهم عند الخطر..
40- ان الانسان غير قادر على قمع فكرة متغلغله في عقله الباطن اذ هي تزداد قوة كلما اراد الانسان قمعها ومكافحتها..
41- ان الضمير لايستيقظ في الانسان الا عندما تتناقض الرغبات الشخصيه والقيم الاجتماعيه وعندئذ يلتاث الانسان وينتابه
الندم المرير وهذا هو وجه من اوجه الصراع النفسي..
42- الانسان يجب ان يرتفع في نظر فرد او جماعه من الناس ولاخير في علو ليس له من ينظر اليه ويعجب به ..
43- الاهتمام بالغير شرط لازم لظهور الذات في الانسان ولكن هذا الاهتمام قد يختفي في اللاشعور فيظن صاحبه خطأ انه غير
موجود..
44- ان الغيبه موجوده حيث يوجد الانسان انما هي تقل وتكثر تبعا لتعقد الحضاره فكلما تعقدت الحضاره قلت الغيبه فيها
حيث ينشغل الناس فيها بأمورهم عن امور غيرهم ولكن الغيبه على اي حال موجوده لايخلو منها مكان..
45- المجاملات الاجتماعيه تفيد الانسان اذ هي تعطيه عن نفسه صورة جميله فتجعله قادراً على تحمل مرارة الحياة..
46- الانسان يشتهي من دنياه امورا كثيره, انه في معظم الاحيان مظلوم او محروم وهو يجد نفسه غير قادر على نيل ماحرم منه
او على الانتقام من ظالمه فيلجأ عندئذ الى الاحلام يتخيل بها العالم الذي يشتهيه على صورة من الصور..
47- المصادفه انها لاتتكرر على نمط واحد الا في حالات نادره جدا..
48- ان نفهم الزمان باعتباره مجموعةمن اللحظات الانيه تتوالى علينا لحظه بعد لحظه ..
49- ان اول من اكتشف التنويم عليما وتمكن من تنقيته من شوائبه الخرافيه هو الجراح الانكليزي المعروف جيمس بريد
وذلك عام 1841 م..
50- انطوني مسمر يعد اول رجل لفت الانظار الى التنويم في العصر الحديث..
51- ان الشخص الذي يقع تحت تأثير التنويم هو نائم ويقظان في ان واحد,,فهو نائم لانه لايشعر بما يحدث حوله ولايرى منه
شيئا وهو يقظان حيث اتصاله بالمنوم اذ هو يرى كل مايريد المنوم منه ان يراه..
52- المعروف عن بعض المفكرين انهم لايكتفون بما تأتي به الاحلام من فائده على سبيل المصادفه بل يعمدون الى شيء من التدبير
قبل النوم يهيئون به اذهانهم نفسيا لاقتناص الفائده المتوقعه من الاحلام من هذا مايُروى عن الفيلسوف العربي ابن سينا يقال
انه كان اذا استعصت عليه مسأله فلسفيه توضأ وصلى ثم نام فيرى جواب تلك المسأله في نومه,, ونحن لانستطيع ان ننكر
اثر الوضوء والصلاه في هذا الشأن إذ أن ذلك يؤدي الى تهيئة الذهن وتركيزه على المشكله التي يُراد حلها اثناء النوم ومن
الممكن الوصول الى النتيجه ذاتها بأية طريقه نفسيه أخرىغير الوضوء والصلاه..
53- رأي ابن خلدون: ( ان الأحلام تستطيع ان تحل بعض مشاكل اليقظه على شريطة ان يعد الحالم نفسه لها إعداداً نفسيا قبل ان
ينام) ..
54- ان الفكره الابداعيه الخاطفه لا ينحصر ظهورها في وقت النوم وحده انها قد تأتي في اي وقت اخر يذهل الانسان فيه
عن نفسه ويخمد نشاط عقله الواعي..
55- ان العبقري المبدع لايجوز ان يكتف بنشاط عقله الواعي وحده بل عليه بالاضافه الى ذلك ان يتربص بومضات عقله الباطن
ويقف مستعدا لاقتناص ماتأتي به من أفكار خاطفه واذا تردد عن اقتناص تلك الافكار في حينها فقد تضيع منه فرصة العمر..
56- المعروف ع كثير من المبدعين في عصرنا انهم لايستطيعون ان ينتجوا شيئاً الا اذا اكثروا من التدخين او افرطوا في
تناول القهوه او تناولو جرعة قويه من الخمر او الحشيش او غيرهما من العقاقير المخدره وهم لا يكادون يمتنعون عنها
حتى يشعروا بجفاف مزعج في قريحتهم..
57- ان الفكره تحتفظ بشكلها ثابتا على الرغم من تبدل الظروف المحيطه بها اما محتواها فمن طبيعته ان يتغير مره بعد مره
تبعا لتغير الظروف ..
58- ان العقل موهبة كبرى امتاز بها الانسان عن الحيوان و استطاع ان يرتفع بها في سلم الحضاره ارتفاعا مدهشا..
59- ان طبيعة العقل البشري بوجه عام هو لا يستطيع ان يصدق بأي امر غريب لم يكن يألفه من قبل وربما عده مستحيلا انما
هو لا يكاد يعتاد عليه حتى يتحول الامر في نظره من دائرة المستحيل الذي لايقبله الى دائرة الممكن المعقول..
60- ان الفرق بين الممكن والمستحيل في نظرة عامة (العقلاء) هو كالفرق بين الشيء المألوف الذي اعتادوا عليه والشيء
الذي لم يألفوه من قبل إنه إذن فرق اعتيادي ينبع من داخل الذهن لا من خارجه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق