كتاب جديدالقاص السعودي مقبول موسى العلوي بعنوان "فتنة جدة".
شهد ميناء جدة الشهير العديد من الأحداث والفتن، أهمها فتنة عام 1858 حين أنزل صالح جوهر التاجر الوطني العلم الإنكليزي عن سفينته ورفع العلم العثماني، فحضر القنصل الإنكليزي وأنزل العلم العثماني وداسه فهاج الناس وماجوا وقتل القنصل البريطاني والقنصل الفرنسي ومساعده وعشرات النصارى.. وقصفت جدة من السفن المستعمِرة ولم تهدأ الحال إلا بعد إعدام العشرات من أهل جدة. وما لبثت أن أصيبت جدة بمرض الكوليرا الذي حصد الآلاف من أهلها ومن الحجاج.
"فتنة جدة" رواية تاريخية مشوقة بأسلوب رومانسي ولغة سهلة على لسان أبطالها المعروفين:
التاجر صالح جوهر والوالي نامق باشا والجريح منصور التهامي... وفتنه.
يقول منصور التهامي حين جُرح واستضافته فتنة في بيتها: "فتنة. أذكر جيداً طعم ذلك اللقاء. كنا وجهاً لوجه. أحسست وقتها وكأنني أداعب غيمة بيد وبالأخرى أمسك بنجمة مضيئة. لقاء أشبه بوقع المطر على أرض عطشى. لقاء كسر تلك العزلة التي لازمتني وقتاً طويلاً. حطم طوق الأشواك الذي كان يحيط بي. أحيا في داخلي أملاً ذاوياً لكنه كامن كبذرة في جوف الأرض تنتظر السقي أو المطر لتنبت من جديد تحت ومضات برق رحيم. أين أنت الآن مني؟
غادرت بيتها بعد ضيافة امتدت ثلاثة أيام قضيت جزءاً منها في غيبوبة كاملة بسبب تلك الكمية الكبيرة من الدماء التي نزفتها وتلك الكدمات والجروح التي أصبت بها. في نهايات اليوم الثالث اصطبغت حياتي بطعم جديد ولون جديد. لو كنت أعلم أن للحياة جانباً مضيئاً هكذا لشربت منها حد الارتواء. سأتخلص من أوجاعي العقلية والروحية وسأمد جسور التواصل مع الكل بدون استثناء".
* إقــتـــبـــاســـاتـ :
1- أقسى ما يصيبني هو الشعور بالذنب ذلك الشعور القاسي الذي ينقلني من النقيض الى النقيض بلمح البصر وبدون إشارات تسبق هذا التغيير ..
2- في مكة تتخفف أحمال المرء إذا كان صادقا مع نفسه يجد نفسه خفيفا في تلك المنطقه الزاهيه بين الخوف والرجاء بمغفرة الله الكريم الحب الإلهي يتجلى في أبهى صورة له هنا..
3- من السهل ان تتغير قناعات المرء فجأه وبدون سابق انذار ينتقل من حال الى حال بلمح البصر يصبح ملاكا ويمسى شيطانا والعكس صحيح ..
4- لا أضمن تقلب أمزجة الناس دائما ا تغلبهم عواطفهم...
5- المصالح الشخصيه تأتي في المقدمه دائما ...